ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير أعده مراسلها فى القاهرة، مايكل سلاكمان، أن المصريين احتفلوا أمس الثلاثاء بمرور 82 عاما على ميلاد الرئيس مبارك وسط حالة من القلق والتأهب حيال مستقبل مصر السياسى العالق، وقالت، إن احتفال مبارك بعيد ميلاده بعيدا عن العاصمة فى شرم الشيخ، التى لا يزال يقضى فترة النقاهة بها، أظهر الضعف الذى بات ينخر فى عظام الأمة بأكملها لعدم وجود خطة سياسية محكمة تضع إطارا يحدد من سيحكم بعد مبارك.
ورغم أن الرئيس عاد للعمل وظهر مجددا على الساحة السياسية بمقابلته للزعماء الأجانب، وتوجيهه خطابا رسميا احتفالا بذكرى تحرير سيناء، بعد خضوعه لعملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية فى ألمانيا، إلا أنه لم يلق خطابه السنوى للاحتفال بعيد العمال ولم يعد إلى القاهرة، التى شهدت اندلاعا مريرا لعدد من المظاهرات بسبب انخفاض الأجور.
وقال وحيد عبد المجيد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الأمر الذى يحير المصريين هو "الغموض الذى يعترى مستقبل البلاد بسبب انتقال السلطة، سواء أكان هذا فى المستقبل القريب أم البعيد، فهناك شعور متنامٍ بالقلق، كان سائدا بين الدوائر الضيقة للمفكرين والنخبة، ولكن الآن تفشى فى جميع أنحاء المجتمع".
ورأت نيويورك تايمز أن صحة الرئيس مبارك الذى حكم البلاد لقرابة الثلاثين عام مرتبطة ارتباطا وثيقا باستقرار الدولة واقتصادها.
وأظهرت المقابلات التى أجريت مع بعض المصريين فى الشارع خلال الأسابيع الأخيرة أن الشعب المصرى شأنه شأن جميع الشعوب التى تخضع لحكم الاستبداديين يشعرون بالحب تجاه رئيسهم، "فهو والد الشعب المصرى"، مثلما يقول سائق التاكسى، محمد عبد الفتاح الذى يبلغ من العمر 50 عاما، "ستشعر حتما بالسعادة إذا ما عاش والدك أو والدتك إلى 82 عاما".
ورغم إشادة البعض بمبارك وحبهم له إلا أنهم يرون أن الوقت قد آن للتغيير "فنحن نأمل أن ينعم بصحة جيدة، ولكننا نرغب فى زعيم جديد" مثلما يقول محمود حنفى (58 عاما) خبير إلكترونيات.
ولكن على ما يبدو لم يجد المصريون منفسا آخر سوى النزول إلى الشوارع والتظاهر والتعبير عن آرائهم، وبالفعل شهدت الشوارع المصرية فى الأونة الأخيرة موجة عاتية غير اعتيادية من الاحتجاجات والاعتراضات فى شتى المجالات التى أظهرت ضعف الحكومة فى مواجهتها، فالشوارع أمام البرلمان عجت بالمتظاهرين الذين يطالبون برفع الأجور طوال الأشهر المنصرمة، بينما طالب النشطاء السياسيون وأعضاء المعارضة بالبرلمان بوضع نهاية لقانون الطوارئ.
وانتعشت مشاعر الأمل مجددا فى قلوب المصريين المتعطشين للتغيير بعد ظهور المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى، خاصة وأنه تحدى حكم الرئيس مبارك، رغم أنه لا تستوفى فيه الشروط القانونية اللازمة للترشح للرئاسة.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.