صرح رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي بأن العلاقات المصرية الأثيوبية قوية وصلبة وتمتد جذورها إلى عصور طويلة، مشددا على أنه "لا توجد هناك أى إمكانية لوقوع قلاقل بين البلدين".
جاء ذلك خلال لقاء زيناوي مع الإعلامى عبداللطيف المناوى للتليفزيون المصري مساء الاربعاء من أثيوبيا .
وقال زيناوي : "أن العلاقة بين مصر وإثيوبيا أشبه بـ(علاقة الزواج التى لا تقبل الطلاق أبداً) ، إلا أنها تواجه أحيانا بعض التوترات وتارة تسير بشكل طيب، لكنها على كل الأحوال قوية وصلبة وتمتد جذورها إلى عصور طويلة.
وحول وجود نوايا لدى دول المنبع ببيع مياه النيل لمصر والسودان، قال زيناوى "أثيوبيا لم تفكر أبدا فى بيع المياه إلى أى جهة ما، ومياه النيل تتدفق من أثيوبيا إلى مصر منذ ملايين السنين، ونحن نريد استخدام جزء من هذه المياه، ولن نقوم ببيع أى مياه لأى جهة حتى وإن كنا فى غير حاجة لها، ولن نطلب من مصر أبدا شراء مياه النيل".
وعن التعاون فى مسألة الاستخدام الأمثل لتقليل الفائض من مياه النيل بمثابة حل يلبى مصالح جميع الأطراف، قال زيناوي "إن الحل الذى يرضى جميع الأطراف يتعلق بشكل كبير بمسألة الاستخدام الأمثل لتقليل الفائض فى المياه، وما اقترحه أن أثيوبيا لا تعطى الأولوية للرى، وأن تعطى الأولوية لمجال توليد الطاقة".
وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبى أن التوقيع على الاتفاقية الإطارية من دول المنبع "عنتيبي" لها أكثر من مغذى، فهى فى المقام الأول بمثابة إعلان لدول المنبع فى التوصل إلى حل يرضى مصالح جميع الإطراف، كما أنها تعنى أيضا عدم رضاء هذه الدول بالوضع الراهن وباتفاقيتي 1959 و 1929.
وأشار إلى أن الاتفاقية تعد اعلانا عن التزام دول المنبع بحل جديد يرضى ويلبى مصالح جميع الأطراف، مؤكدا مجددا أن دول المنبع ليس فى جدول أعمالها نية للاستفادة على حساب مصر والسودان نهائيا.
وأكد زيناوى أن هناك بعض السياسيين الحكماء فى مصر يوافقون على إقامة أثيوبيا للسدود، والبعض الآخر لا يوافق على إقامة أى سدود على الإطلاق ويطلبون من الدول عدم تمويل مشاريع بناء السدود فى إثيوبيا.
ومن ناحية أخرى، أوضح رئيس الوزراء الأثيوبي أن مصر تقوم بتصنيع العديد من المنتجات التى تحتاجها إثيوبيا مثل المنتجات الكيماوية، والطبية والدوائية، ومنتجات أخرى، ونحن بحاجة إلى استيراد المزيد من هذه المنتجات من مصر، كما أن مصر بامكانها استيراد بعض المنتجات الزراعية والحيوانية التى تنتجها إثيوبيا مثل اللحوم، واعتقد ان هناك فرصا كبيرة للتعاون بين مصر وإثيوبيا فى مجال التجارة، الاستثمار شهدت تحسنا كبيرا فى السنوات الأخيرة.
وكان زيناوي قد استقبل الأربعاء الماضي أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، وفايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي، حيث سلم أبوالغيط لزيناوي رسالة من الرئيس مبارك، تؤكد حرص مصر وشعبها علي التعاون مع الشعب الإثيوبي في كل ما يحقق مصالحه.
وتشير الرسالة إلي أن التعاون المصري ـ الإثيوبي لا يمكن أن يكون أحادي الجانب، بل يهدف إلي تحقيق تعاون مشترك، وأنه ليس صحيحا أن العلاقات المصرية ـ الإثيوبية تدور حول مياه النيل، وإنما هي علاقات متعددة الأطراف، وتغطي مجالات عديدة سياسية واقتصادية وثقافية، بالإضافة إلي العلاقات الخاصة بمياه النيل.