القضية في مصر الآن أكبر بكثير من مسألة من هو المرشح القادم للرئاسة أو كن يقود مصر كشخص.. القضية هي أن يتحول النظام السياسي في مصر لنظام أكثر ديمقراطية وأكثر كفاءة وأكثر عدالة".. تلك هي رؤية الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية للحالة السياسية في مصر في الآونة الأخيرة.
في بداية حواره مع الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج "90 دقيقة الذي أذيع على قناة المحور مساء السبت قال الدكتور الغزالي حرب إن مصر تعيش الآن في مرحلة مفصلية ولحظة تحول من وضع لوضع حيث نشهد هذا العام انتخابات مجلس الشعب ويعقبها العام القادم الانتخابات الرئاسية وهناك مخاوف وتوجسات بشأن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية بعد الذي شهدته انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى من انتهاكات لحقوق المواطن وتزوير مما جعل الانتخابات تبدو وكأنها تبدو "نوع من الهزل أقرب منه للجد وهذا شيء مخيف ومخيف جداً".
وأضاف رئيس حزب الجبهة أنه مع احترامنا الشديد للرئيس مبارك لا نعلم "من هو الرئيس القادم في المرحلة القادمة وهذا سؤال خطير حيث أننا كنا نعلم أيام الرئيس عبد الناصر أن الرئيس السادات وأيام السادات كنا نعرف أن الرئيس مبارك قادم أما الآن فلا أحد يعلم".
وتساءل عن من هم الأشخاص المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة وما هو الموقف في السنوات القادمة ومن هم المتنافسين على منصب الرئاسة.. حتى الحزب الوطني الحاكم غير معروف حتى الآن مرشحه للرئاسة في الانتخابات القادمة.
شاهد الفيديو
الغزالى حربوأكد الغزالي حرب أن هناك حالة من الإهمال والفوضى الفظيعة في المجتمع نتيجة السياسات التي ينتهجها النظام الحالي مما أحدث "حالة من القصور الحقيقي انعكست على كل المسائل إلى أن وصلت إلى كل مواطن وكل طفل وكل قرية".
وأشار أن هناك "خطأ ما في النظام السياسي والمجتمعي المصري نظراً للطابع اللاديمقراطي في الحكم والحزب الوطني الذي يحتكر السلطة في مصر منذ 30 عاماً حيث بدأت كل السياسات تصاب بحالة من الترهل وعدم الكفاءة، حتى شهدت مصر الآن حالة من التدهور الاستثنائي التفاوت الطبقي والفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء لم تشهدها من قبل طوال تاريخها السياسي المعاصر".
وأكد أن مشكلة ضعف المعارضة وعدم وجود أحزاب قادرة على التأثير في الشارع وإحداث حالة تنافسية سياسية حقيقية فيما بينها تكمن في موت السياسة ففي مصر منذ الخمسينات ولفترة طويلة حيث لم يكن هناك أحزاب ولا قوى سياسية حرة تتحرك، أنما في السنوات الأخيرة بدأت القوى السياسية تتحرك مع عصر الانفتاح السياسي وخصوصاً في عصر الرئيس مبارك وبدأت قوى جديدة تظهر في السنوات الخمس الأخيرة مثل ظهور الدكتور البرادعي وجمعية التغيير واستقباله من جانب المواطنين العاديين نتيجة أن القوى السياسية التقليدية لم تعد قادرة على التعبير بشكل كامل عن التحركات السياسية والاتصال الهائل بين الشباب على مستوى العالم وهذا وضح جلياً في ظاهر الدكتور البرادعي.
وأوضح أن النظام حزبي لكن في إطار سلطوي وأن هذا النظام لا يسمح للأحزاب بالتحرك بحرية والتواصل مع المواطنين، كما أن المجتمع لا يعي المعنى الحقيقي للديمقراطية بعد معاناة 50 سنة من الممارسات اللاديمقراطية مما سبب للشعب إحباط وتراجع.
شاهد الفيديو
الغزالى حربوذكر رئيس حزب الجبهة أنه أول حزب رحب الدكتور البرادعي الذي يوجد توافق شبه كامل بين أفكار الحزب الداعية للديمقراطية وحقوق الإنسان وأفكاره.
وتطرق لمسألة مقاطعة الانتخابات وقال إنها نوع من الضغط على النظام والحكومة بعد تجربة انتخابات الشورى التي وصفها بالمفزعة كما أن خيار المقاطعة ليس سهلاً.
ولفت أن مبادئ حزب الجبهة ترفض أي حزب على أساس ديني في إشارة منه لجماعة الإخوان المسلمين مشيراً في ذات الوقت أن الإخوان قوة سياسية موجودة ومن حق أي جماعة سياسية في مصر أن تُكَوّن تنظيمها السياسي الخاص بها طالما تحترم الدستور والقانون.
وأضاف أن التحفظ المأخوذ على الإخوان هو مواقفهم من غير المسلمين والمسيحيين ونظرتهم للمرأة، متمنياً أن يصبح للإخوان حزب سياسي ديمقراطي دو أصول إسلامية على غرار الأحزاب السياسية في تركيا.. أي تفعيل مبدأ "المواطنة".
وختم رئيس حزب الجبهة الديمقراطية حديثه قائلاً "مفتاح التغيير في مصر يكمن في التغيير السياسي.. ولا شيء يفسد الأخلاق والمواطن غير مناخ الاستبداد والخوف واللاديمقراطية وتحكم الأمن في كل شيء إلى أن يشعر المواطن بعدم الأمان".