كتب واشنطن ــ وكالات الأنباء ٤/ ٩/ ٢٠١٠
شكلت حركة «حماس» تحالفا من ١٣ فصيلا فلسطينيا تعهد بمواصلة شن الهجمات والتفجيرات الانتحارية ضد الاحتلال الإسرائيلى، وذلك فى «قمة عسكرية» تزامنت مع «قمة واشنطن» التى شهدت انطلاق المحادثات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
جاء ذلك فيما حولت قوات الاحتلال مدينة القدس لثكنة عسكرية وحاصرت محيط المسجد الأقصى تحسبا لأى تطورات ميدانية فى «الجمعة اليتيمة» من شهر رمضان.
وخلال اجتماع ضم قادة الأجنحة العسكرية لنحو ١٣ فصيلاً فلسطينياً مساء أمس الأول فى قطاع غزة، أكد أبوعبيدة، الناطق باسم كتاب «عز الدين القسام»، الجناح العسكرى لحماس، «دخول المقاومة الفلسطينية مرحلة متقدمة فى العمل الجهادى المشترك، والتنسيق الميدانى على أعلى المستويات»، وشدد على أن «عمليات المقاومة ستكون فاعلة ومؤثرة فى العدو الصهيونى». وردا على سؤال هل ستشمل عمليات المقاومة الجديدة «التفجيرات الانتحارية»، أجاب «جميع الخيارات مفتوحة».
جاء هذا الاجتماع بعد هجوم بإطلاق النار وقع قرب مستوطنة «عوفرا» بالضفة الغربية. وهذا هو الثالث خلال ٣ أيام، إلا أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، ولكن جيش الاحتلال شكك.
وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن هجومين سابقين، وقع أحدهما قرب مدينة «الخليل» الثلاثاء الماضى، عندما أطلق مسلحون النار على سيارة إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل ٤ إسرائيليين، ثم وقع هجوم مماثل الأربعاء الماضى، فى محيط مستوطنة «ريمونيم»، بالقرب من «رام الله»، مما أسفر عن إصابة إسرائيليين بجروح تراوحت بين طفيفة وخطيرة، نتيجة انحراف السيارة وانقلابها.
ونقل المركز الفلسطينى للإعلام، عن أبو عبيدة قوله إن «هذه العمليات لن تكون الأخيرة، بل هى شرارة لما هو آت»، كما أكد أن الأجنحة العسكرية «باركت» عمليتى الخليل ورام الله، ووصف العمليتين بأنهما «رد طبيعى على جرائم المغتصبين الصهاينة».
وكانت حماس مسؤولة عن عشرات من الهجمات الانتحارية التى استهدفت إسرائيليين أثناء انتفاضة الأقصى التى تفجرت فى العام ٢٠٠٠ وانحسرت بعد ٥ سنوات.
وأعلنت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، المتحالفة مع حماس، بحسب البيان الذى تلاه أبوعبيدة ما سمته «انزلاق سلطة فتح فى رام الله إلى المفاوضات العبثية وغير المجدية»، معتبرة أنها تمثل «تغطية للجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطينى».
وقالت: «لن نسمح بتمرير هذه المفاوضات على شعبنا الفلسطينى، وسيكون للمقاومة الفلسطينية كلمتها المدوية رداً على مفاوضات بيع الأرض»، معتبرة فى ذات الوقت أن ذهاب سلطة «فتح» إلى المفاوضات هو «طعنة فى خاصرة الشعب الفلسطينى وشرعنة للاحتلال والاستيطان، وتنكر لدماء شهدائنا وآلام أسرانا ومعاناة شعبنا».
ومن بين الجماعات المسلحة الـ١٣ منظمة الجهاد الإسلامى ولجان المقاومة الشعبية وجماعة مسلحة منشقة على حركة فتح التى يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن».
وفى القدس المحتلة، فرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة فى محيط المسجد الأقصى المبارك وحولت القدس لثكنة عسكرية، وذلك تحسبًا لأى تطورات ميدانية أو هجمات تحدث عقب صلاة الجمعة الأخيرة فى شهر رمضان المبارك.
وقالت مصادر أمنية صهيونية إنه «بمناسبة حلول الجمعة اليتيمة من شهر رمضان المبارك؛ تم نشر نحو ألفيْن من أفراد الشرطة و«حرس الحدود» فى محيط الحرم القدسى وأزقة البلدة القديمة وأماكن أخرى فى القدس الشرقية».
وقررت سلطات الاحتلال فرض قيود على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، حيث سيُمنع كل من يقل عمره عن ٥٠ عامًا للرجال، و٤٥ عامًا للنساء من دخول المسجد المبارك. وفى إيران، نُظمت مسيرات مناهضة لإسرائيل ومنددة باستئناف المحادثات المباشرة وذلك فى يوم القدس الذى أطلقه الخمينى الزعيم الراحل لثورة ١٩٧٩ يوم الجمعة الأخيرة من كل رمضان. وذكرت وكالة أنباء فارس أن الملايين من الناس «يهتفون برغبتهم فى تحرير القدس الشريف من مخالب الصهاينة الشياطين».