قالت السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية اليوم الأحد إن قضية الاتجار بالبشر تعد أهم التحديات التى نواجهها فى الوقت الراهن، خاصة بالنسبة للسيدات والأطفال الفقراء، لذلك نطالب شباب ورجال الأعمال بمساعدة الحكومة للقضاء على هذه المشكلة فى مصر وعندما ننجح فى هذه المهمة داخليا سنتوجه إلى القضاء على الاتجار فى البشر وهذه "العبودية" على مستوى العالم.
أضافت السيدة سوزان مبارك أن الأزمة تفاقمت، بسبب عدم وجود إطارا تشريعيا يحاسب ويعاقب المتورطين فى هذه الجريمة لكن هذا الإطار التشريعى أصبح موجودا الآن فى مصر، وذلك بعد التصديق على أول قانون لتجريم الاتجار بالبشر مؤخرا بحيث سيتم معاقبة المتورطين فى هذه الجريمة بكل السبل الممكنة ونحن هنا نتحدث عن الأسر التى تبيع بناتها
وأطفالها والجهات غير الشرعية التى تقوم بتهريبهم إلى خارج مصر للاتجار بهم جنسيا عبر الحدود شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، مشددة على أن حجم الاتجار فى البشر يصل إلى 38 مليار دولار سنويا على مستوى العالم.
جاء ذلك خلال ملتقى شباب رواد أعمال دول البحر المتوسط وإفريقيا والشرق الأوسط، اليوم الأحد، الذى يعقد تحت رعاية السيدة سوزان مبارك، وقامت بتنظيمه الجمعية المصرية لشباب الأعمال برئاسة المهندس أشرف الجزايرلى رئيس الجمعية.. أضافت حرم رئيس الجمهورية أنه لا داعى للتشاؤم والنظر للسلبيات فقط، حيث إنه يتم حاليا استخدام أنظمة رصد جديدة على الحدود للمتورطين فى عمليات التهريب لمعاقبتهم اشد العقاب فى ظل وجود بعض الثغرات فى عدد من الدول الأوروبية التى ينفذ من خلالها أطفال ونساء مصريات للخارج بدون تأشيرة أو باسبور دخول وخروج من مصر خاصة أن كثير من هؤلاء الأطفال والنساء اللاتى تم تهريبهن ينتحرون بسبب ظروف المعيشة الصعبة فى الخارج أو يلقون مصرعهم فى الخارج بدون أن يتم إبلاغ الشرطة لأنه لا يوجد لديهم أوراق تحديد للهوية.
وقالت سوزان مبارك إنه سيتم السيطرة على المواقع الالكترونية التى تروج للاتجار فى البشر قدر الإمكان خاصة أن هذا الاتجار يدمر كرامة هؤلاء الأطفال والمراهقين والفتيات والسيدات وسوف تتم السيطرة من خلال رجال الشرطة وجهات رقابية وتفتيشية حكومية سترصد وستتلقى البلاغات التى تؤكد وجود مواقع تروج بالفعل للاتجار.
ولقد قمنا بإطلاق مبادرة مكافحة الاتجار فى البشر منذ عام 2006 للتوعية بمدى خطورة هذه المشكلة وبعد مشاركة الجمعية المصرية لشباب الأعمال لنا لتنفيذ المبادرة بصورة أفضل نستهدف خلال الفترة القادمة أن تشترك المزيد من جمعيات رجال الأعمال لإنقاذ أطفالنا ونساءنا من الذل الذى يعانون منه فى الخارج.
وأشارت سيدة مصر الأولى إلى أن عدد من الأسر المصرية تلجأ للاتجار فى البشر بسبب الفقر والبطالة وعدم وجود السكن الآدمى المناسب وافتقاد المهارات المناسبة التى تمكنهم من الحصول على حياة كريمة فلابد من تكوين تحالف وتضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص لتأمين حياة هؤلاء الضعفاء والفقراء، والحقيقة أن هذه هى المرة الأولى على مستوى العالم من حيث إطلاق مبادرة لمكافحة الاتجار فى البشر يشارك فيها بشكل فعال مجتمع رجال الأعمال والقطاع الخاص فى مصر ونطالب بإيصال صوتنا إلى النقابات المهتمة بشئون العمال وشركات التوظيف لتكون حملتنا مؤثرة بالصورة المطلوبة، وأن يتم تقديم نظام توظيف يتصف بالفاعلية يكون قادر على توفير فرص العمل الشريفة المناسبة للمحتاجين إليها.
وقالت السيدة سوزان مبارك أن الاتجار فى البشر مثل أى تجارة أخرى إن لم يتم التصدى لها بالشكل المطلوب ستنتشر بالصورة التى ستنعكس بأسوأ النتائج على مجتمعنا المصرى. ولقد حقق مؤتمر البحرين لمكافحة الاتجار فى البشر الذى عقد العام الماضى نتائج إيجابية جدا حيث تم طرح فيه هذه المشكلة وطرق حلها لأول مرة بتوسع فى منطقة الخليج العربى، كما تم طرح رغبتنا فى إنشاء كيان إقليمى تحكمه الأطر التشريعية لمواجهة هذه الجريمة.
وأضافت أنه سنشارك قريبا فى منتدى الأقصر لمكافحة الاتجار فى البشر والذى سيشارك فيه العديد من الخبراء بالأمم المتحدة ومتخصصين فى هذا المجال على مستوى العالم وسيتم تقديم جوائز لأصحاب أفضل الأفكار التى تمكننا من التغلب على هذه المشكلة، مشيرة إلى أن تجاوز هذه الأزمة لن يتحقق غدا بل سيتم على المدى الطويل، وأكدت أن أى دولة على مستوى العالم تعانى من الاتجار فى البشر لكن يوجد فروق فى حجم المشكلة من دولة لأخرى،كما أننا نستهدف إعادة تأهيل ضحايا الاتجار فى البشر بحيث يصبحوا أعضاءً فاعاين وإيجابيين ومنتجين فى المجتمع.
فى السياق ذاته شهدت السيدة سوزان مبارك بحضور المهندس رشيد محمد رشيد التوقيع على بروتوكول تعاون لمكافحة الاتجار بالبشر، وقع عليه الدكتور طاهر حلمى رئيس غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة سابقا والمهندس أشرف الجزايرلى رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لشباب الأعمال المصريين.
وحضر جلسات الملتقى فى اليوم الثانى اليوم الوزير رشيد وشقيقته حسنة رشيد، والدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمهندس عمرو عسل رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وأسامة صالح، وكلاوديو باسيفيكو السفير الإيطالى بالقاهرة، وهشام حسن رئيس بنك تنمية الصادرات، وحلمى أبو العيش، رئيس المجلس المصرى للتنافسية، ومحمود عبد اللطيف رئيس بنك الإسكندرية، والمهندس طارق توفيق رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات والمهندس وليد هلال رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة.
كما حضر اللقاء أدهم نديم المدير التنفيذى لمركز تحديث الصناعة IMC، والمهندس أشرف الجزايرلى رئيس جمعية شباب الأعمال EJB، ومحمد عجلان أمين عام الجمعية، والمهندس عمرو جوهر نائب رئيس الجمعية، ورؤساء جمعية شباب الأعمال السابقين مثل المهندس خالد الميقاتى والمهندس أحمد حسين صبور والمهندس حسن الخطيب، كما حضر اللقاء العديد من رجال الأعمال العرب والأجانب والهنود والأفارقة.