تواجه حركة حماس في قطاع غزة مصاعب عديدة وأزمة مالية كبيرة بسبب إحكام حصار مصر وإغلاقها للانفاق برفح وبناء جدار فولاذي أوشكت مصر على الانتهاء منه.
وصرحت مصادر أمنية لمصراوي بأن غلق المئات من الانفاق على الجانب المصري قد تسبب في انعكاسات مباشرة على أوضاع حركة حماس المالية خاصة وأن نشاط مباحث أمن الدولة المصرية تزايد في الفترة الأخيرة ونجح في اسقاط شبكات تهريب أموال عديدة لحماس عبر الانفاق، حيث اعتقلت مصر أعدادا كبيرة من مهربي الأموال لحماس، فضلا عن اعتقال مصر لأي مشتبه فيهم يقومون بتحويلات بنكية من مصر لغزة.
وكانت حماس تعتمد بشكل كبير في استلام الأموال الخارجية عن طريق تهريب جزء كبير منها الى قطاع غزة عبر الأنفاق مع مصر، إلا أن عمليات تهريب الأموال لحماس تراجعت مما انعكس مباشرة على حركة حماس داخل القطاع.
كما انعكست على أبناء قطاع غزة وعجزت حماس عن تلبية رواتب الموظفين التي تزيد عن ألفين شيكل، وفرضت رسوم اخرى على مقابلات المواطنين لمسئولين فلسطينيين في قطاع غزة كتحصيل عشرة شيكل لقاء مقابلة رئيس بلدية رفح على سبيل المثال.
وفرضت قوات حماس ضرائب على انفاق السيارات بواقع تحصيل ألف دولار عن السيارة الواحدة التي يتم تهريبها من مصر إلى قطاع غزة، حيث تزايد أنفاق تهريب السيارات مؤخرا، حيث ضبطت مصر مطلع الشهر الجاري نفقين جديدين ليصل إجمالي أنفاق السيارات التي ضبطتها مصر حوالي سبعة أنفاق.
وكان أصحاب نفق السيارات الأخير لم يخطروا قوات حماس بتشغيل النفق سعيا للتحايل علةى دفع الضريبة التي اقرتها حماس على أنفاق التهريب، مما أدى بحماس إلى رفع الضرائب على السيارة الواحدة من 1000 دولار إلى 1500 دولار أى أضافت غرامة فوق الضريبة المعتادة حوالى 500 دولار، وهو ما يعكس الظروف الاقتصادية الخطيرة التي تمر على أبناء قطاع غزة بما فيهم حركة حماس نفسها التي تعاني من الحصار الذي أغلق أعدادا كبيرة من أنفاق مصر التب اثبتت انها متنفس حقيقى لقطاع غزة من الحصار الاسرائيلى الخانق للقطاع.
وتعتبر أنفاق التهريب ذات فائدة أكبر لحركة حماس وحسب التقارير المصرية حيث قام تجار الانفاق بالحصول على كميات كبيرة من مختلف البضائع المصرية خلال الفترة التى اعلنت مصر فيها بناء جدار فولاذي لغلق الانفاق مما اضطر تجار قطاع غزة لتخزين كميات لاحصر لها من البضائع خشية اغلاق الانفاق بسبب الجدار الفولاذى مما تسبب فى ركود اقتصادى بالقطاع بسبب كثرة البضائع المصرية المهربة فى الاسواق الفلسطينية وقلة الطلب عليها نظرا للاحوال الاقتصادية التى تمر على ابناء قطاع غزة.
وبدأت عمليات التهريب عبر الانفاق في التراجع لأكثر من 70% كما قامت السلطات المصرية ببناء قلاع وحصون امنية شديدة بطول 250 كم متر من حدود غزة لاحباط عمليات توصيل البضائع الى حدود غزة بدءا من كوبرى السلام وهو الجسر الذي يربط ضفتى القناة عند مدينتى القنطرة شرق والقنطرة غرب بالاضافة الى وجود معديات للافراد والسيارات تنقلهم عبر ضفتى القناة.
وقد فرضت السلطات المصرية المتمركزة عند مدخلى كوبرى السلام اجراءات امنية تعسفية على جميع السيارات التى تحمل بضائع تنقلها الى اسواق مدن العريش ورفح والشيخ زويد واغلبها بالبطبع بضائع متوجهه الى الانفاق برفح.
وهذا السلوك الامنى المصرى تجاه عمليات التهريب عبر الانفاق متداخل معه خطط امريكية ربما تفرض على مصر لتنفيذها.
وارجع الخبراء السياسيين والامنيين المصريين سبب فرض مصر اغلاقا غير مسبوق على الانفاق لسببين:
الاول: عقاب لحركة حماس على عدم توقيعها على ورقة المصالحة المصرية وتضغط مصر من اجل ان تدفع حماس للتوقيع على الورقة المصرية لصالح القضية الفلسطينية لان مصر بذلت مجهودا خرافيا فى الوصول للجولة الاخيرة للتوقيع على الورقة المصرية، الا ان خالد مشعل قبل الوصول للجولة الاخيرة طار الى ايران واجتمع باحمدي نجاد وخرج من اجتماعه مع نجاد معلنا تراجع حماس عن التوقيع على الورقة المصرية حيث تدير ايران القضية الفلسطينية برمتها لخدمة مصالحها.
وكانت حرب غزة حسب التحليلات السياسية جائت هذه الحرب فى المقام الاول لابعاد انظار العالم اجمع عن الملف النووى الايرانى وهو ما اعترف به بعض قادة حماس بان غزة تلعب لصالح الملف النووى الايرانى وتقدم تضحيات كبيرة لايران على حساب الشعب الفلسطينى وهو ما اشار اليه كذلك الرئيس مبارك.
والسبب الثاني هو ضغوط امريكية واسرائيلية على مصر لاغلاق الانفاق أما حركة حماس فهي ملتزمة الصمت مع مصر خاصة بعد استشهاد الجندي المصري احمد شعبان من قوات حرس الحدود ومن قبله الرائد ياسر فريج الذى استشهد خلال حرب غزة برصاصات حمساوية غادرة.
كما تلتزم حماس بالهدوء السياسي في الوقت الراهن حتى ياتى الفرج السياسى وتخرج حماس من هذه الازمة السياسية والاقتصادية والتى تلعب مصر فيها دورا حصاريا على حماس غير مسبوق بهدف احداث توازن فى المعادلة الصعبة بين حماس.
وتفتح مصر معبر رفح البري مرة كل شهر من منطلق مسئولياتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني أما إذا اقدمت مصر على فتح معبر فح البري بشكل دائم في ظل الظروف الراهنة اى فى ظل ظروف الانقسام مما يعني خطورة كبيرة على مستقبل المصالحة لان حماس فى حالة فتح المعبر لن تلتفت للمصالحة وستكون خطوة فتح معبر رفح البرى من قبل مصر بشكل دائم ماهو إلا اعطاء شرعية لحكومة مقالة وتدعيم كبير للانقسام.
لذلك فإن مصر تمسك العصا من المنتصف من اجل مصلحة الشعب الفلسطينى و القضية الفلسطينية كما ان حركة حماس قد تندت شعبيتها بشكل كبير بين ابناء قطاع غزة واصبحوا يرددون ان نار فتح ولا جنة حماس وتارة اخرى يمقتون الحركتين.