القاهرة- "لا تقترب من الفاكهة.. الفاكهة بها سم قاتل" شعار بات مطلوب أن نرفعه بعد التحذيرات المتتالية التي أطلقها خبراء التغذية من انتشار الفواكه الملوثة بالمبيدات والهرمونات الضارة التي قد تصل إلى التسبب في الوفاة.
ففي تحقيق لجريدة الوفد أطلق عدد من خبراء التغذية تحذيرات تؤكد أن معظم أنواع الفاكهة المعروضة في الأسواق ملوثة وتمثل خطورة علي صحة من يتناولها، نتيجة الهرمونات والمبيدات فيها، والتي تفوح رائحتها عند تناولها.
ويأتي الخوخ والكنتالوب علي رأس قائمة الفواكه الملوثة، التي يحذر الخبراء من تناولها، بعد أن تضاعف حجمها واختفي الطعم والرائحة المعروف بها كل صنف، فالخوخ تحديداً ما إن تلمسه اليد حتى يتحول إلي بالونة مياه صفراء، وتنقسم بذرته - التي كانت صلبة - بسهولة أو تجدها "مشطورة" إلي نصفين بمجرد فتحها والكنتالوب، أيضاً اختفت رائحته المميزة، ورغم صلابة القشرة الخارجية، تجد الثمرة بداخله متهالكة.
فمن جانبه قال الدكتور حسين منصور، رئيس جهاز سلامة الغذاء، إن خلل عملية التسميد البوتاسي قبل عملية الإزهار والإثمار سبب أساسي وراء غياب طعم ورائحة الفاكهة، فبعد إمداد أشجار الفاكهة بالسماد البوتاسي وبالكميات الكافية والمواعيد المناسبة يؤدي إلي قلة المواد السكرية وضعف النباتات خلال فترة الإثمار ويعرضها للإصابة بالعديد من الأمراض والحشرات، وينتج عن ذلك ضعف الفائدة الغذائية للفواكه التي نتناولها.
وأضاف منصور: عدم تسميد الفواكه بشكل كاف يرجع إلي سياسة الدولة الزراعية التي تسير ضد مصلحة المزارع والمستهلك علي طول الخط، ومثال ذلك المانجو التي تتأثر كثيراً بنقص التسميد الذي يؤدي إلي انخفاض السكريات فيها، ويؤدي إلي إصابة ثمارها بمرض عفن طرف الثمار نتيجة لعدم التئام جروح الثمرة، ويظل غلاف الثمرة ناقصاً حتي مرحلة الحصاد، مما يؤدي إلي ظهور المرض بعد الحصاد.
وحول تغذية الفواكه بالهرمونات يقول الدكتور محسن مصطفي أستاذ أمراض النبات بزراعة القاهرة، هذه الجريمة خطورتها كبيرة علي صحة النبات، الذي ينمو بشكل زائد علي الشكل الطبيعي، مما يؤدي إلي تشقق الفاكهة وإصابتها بفطر "البوتراينس" الذي ينتج سموماً تؤثر علي صحة الإنسان، مثل ما يحدث في العنب، بالإضافة إلي بعض الأصناف التي ترش ببعض الهرمونات، فتؤدي إلي تشقق أخطر في الثمرة، مثل الترينا والأسبرجلس، الذي ينتج سموماً عديدة بفعل درجة الحرارة العالية، وتتراكم هذه السموم حتي تفسد الثمرة، أما عن خطورة المبيدات الزراعية، فهي مسئولة عن 90% من حالات الإصابة بالسرطان في مصر،.
ويضيف مصطفى: الفراولة هي أكثر الفواكه خطورة، حيث يتم رشها يومياً إلي أن يحين موعد الحصاد لذلك يجب تجنب أكلها تماماً خاصة في الصيف، مثل هذه الفواكه ممنوعة من التصوير، حيث إن الدول الأجنبية لا تستورد أي ثمار إلا إذا كانت نسبة المبيدات فيها صفر، أما عندنا في مصر نترك المزارعين دون إرشاد زراعي، ونترك التجار يعرضون المنتجات الزراعية مليئة بالمبيدات، دون أي رد فعل يحمي المواطنين.
بينما قال الدكتور محمد سعيد، أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، يجب الحذر من تناول البرقوق والمشمش والخوخ، الذي يتم رشه بمبيدات قوية ومركزة، لتجنب إصابة الثمار بذبابة الفاكهة التي ليس لها علاج في مصر حتى الآن، فاستخدام المبيدات يتم بطرق غير علمية بنسبة95 % مما أدي إلي إنجاب سلالات جديدة لذبابة الفاكهة مقاومة لآثار المبيد، الذي يتسرب داخل الثمرة، ويتناوله المواطن الذي تنهار صحته بسبب تراكم سموم المبيدات بداخله، مما يؤدي إلي الفشل الكبدي وأورام الكبد وكذلك الحال بالنسبة للمانجو التي ترش بكميات هائلة من المبيدات، مما يجعلنا معرضون عند تناولها لأخطر أنواع الأمراض.
وعن العنب يقول سعيد إن السلالات المزروعة منه في مصر، تعتمد علي الهرمنة والهندسة الوراثية، مما يزيد من حجمها، ويقلل من قيمتها الغذائية، وكذلك يجب تجنب كل المنتجات الزراعية المزروعة في الصوبات لأنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي، فهي أكثر النباتات تعرضاً للمبيدات والهرمنة والتدخل الوراثي.